بالصور: جريدة وطني تحاور ا.نيفين باسيلي منتجة فيلم تاج السريان - دليل السينما القبطية ‏- ‏Ramy ‎Moossa


"وطنى" تحاور نيفين ثروت باسيلى .. أول امرأة تقتحم انتاج الافلام الدينية 

٤ مايو ٢٠١٥   -   ١١ : ١١ مساءا 

· فيلم “تاج السريان” أستغرق عمله 3 سنوات وندرس الان تصوير الجزء الثانى
· علينا توصيل سير الاباء الذين حفظوا ايمان الكنيسة مهما كانت التكلفة
· الانتاج و السيناريو هما العمود الفقرى للعمل وأهتمامنا بالصورة المبهرة لم يأتى على حساب سيرة القديس و عرض القضية العقائدية
· اكثر ما اسعدنى تعليقاً على الفيلم انه سيساهم فى وحدة الكنائس .. و جرعة لاهوتية شيقة جداً فى زمن كثر فيه الالحاد
· قدمنا نسخة لبطريرك السريان اثناء زيارته لمصر ودعانا للاحتفال بالفيلم فى لبنان
وسط عصر مليء بالاضطرابات والمشاكل يهتز إيمان البعض .. تمر الكنيسة بمواجع كثيرة وأخطر ما يمكن أن تتعرض له هو الهرطقة التي تضرب الإيمان الكامن في عمق أعماقها .. من هنا كانت حريصة منذ عصورها الأولى، على سلامة التعليم و حفظ سلامة الإيمان .. وعرفت الكنيسة القبطية بأنها كنيسة التسليم الرسولي .. كنيسة تقليدية .. كهنوتية .. طقسية .. آبائية .. كتابية .. ونحن اذ نعيش الان عصر من أشد العصور حاجة الى سير الاباء الذين حافظوا على الايمان المستقيم يخرج لنا فيلم “تاج السريان” الاول من نوعه فى تاريخ الافلام القبطية يناقش قضية ايمانية فى مرحلة مضطربة عاشتها الكنيسة وقت مجمع خلقيدونية .. كل ما كنا نعرفه عن “تاج السريان” أنه القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكية والذى عندما يذكر أسمه يذكر اهتمامه بإستقامة الإيمان وتآلفه مع كنيسة الإسكندرية، فعرف بالصلابة والرسوخ في الإيمان وقوة الحجة .. لكــــن عند مشاهدة الفيلم ــ الذى قدم بصورة مبهرة عالية الجودة ــ فاننا نعبر مع “تاج السريان” فى سيرة حياته التى درس فيها علوم اللغة والبيان والمحاماة قبل عماده، الى فترة رهبنته ونموه الروحى، الى المناظرات اللاهوتية مع الهراطقة لهذا كان لنا لقاء مع الاستاذة نيفين ثروت باسيلى التى قامت بإنتاج هذا العمل الضخم والإنفاق عليه ليظهر بهذه الصورة التاريخية العظيمة .. تحدثت لنا بكل تواضع من عمق قلبها الفياض بالمحبة الحقيقية، وحب الخدمة فى الخفاء .. لم يكن هذا بغريب علينا ، فالاستاذة نيفين هى ابنة الارخن القبطى الاصيل ثروت باسيلى وكيل المجلس الملى العام.. نشأت وسط عائلة مسيحية قوية فى الايمان و محبة لسير القديسين و أحبت الخدمة و نمت فيها بكنيسة العذراء أرض الجولف و كرست خدمتها للفقراء و المرضى.. ظلت لساعات تروى لنا تعب كل فريق العمل وكل من كان له دور حتى ولو كان بسيطاً ولم تتحدث عن نفسها بكلمة وكانت تتأفف بصدق غير مصطنع من حرارة الضوء اذا سلط عليها، مؤمنة كل الايمان برسالتها فى توصيل سير الاباء الذين حفظوا ايمان الكنيسة للجميع مهما كانت التكلفة.

■ فى البداية قالت:
●● بعد معرفتى بسيرة القديس الانبا ساويرس الانطاكى، كان تفكيرى يشغلنى جداً عن الوسيلة التى يمكن أن اقدم بها سيرة هذا اللاهوتى العظيم.. و لان الدراما هي أسرع وسائل التأثير وأسهلها فكرت فى انتاج فيلماً عن سيرة هذا القديس العظيم وتصويره فى عهد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث مستخــدمين كـــاميرات( 5D ) ليكون أول فيلم قبطى يصور بأعلى التقنيات الحديثة .. و توقف العمل لفترة بسبب الاحوال غير المستقرة التى شهدتها مصر، فأستغرق العمل ثلاث سنوات حتى اراد الله ان تكون طباعته فى حبرية قداسة البابا تواضروس الثانى .. الامر لم يكن ابــداً سهلاً .. بذلنا مجهوداً كبيراً ــ قبل كتابة هذا العمل ــ فى البحث عن سيرة هذا القديس ، فالمعلومات المتوفرة فى السنكسار قليلة جداً، و لا تكفى لإنتاج فيلم قيم يليق بهذا اللاهوتى العظيم، فكان علينا أن نستعين بمصادرأخرى بجانب السنكسار .. حصلنا من دير مارمينا بمريوط على مواقف مسجلة لتاج السريان عن دوره و جهاده لحفظ الايمان المستقيم ، حيث يوجد جزء من رفاته هناك فكان كل هدفى من وراء انتاج هذا الفيلم هو أظهار ايمان الكنيسة المستقيم و كيف جاهد القديس ساويرس الانطاكى أمام أتباع نسطور بعد مجمع خلفيدونية، فنحن بسير هؤلاء القديسين نتعلم و نعرف قيمة و جمال تعاليم كنيستنا التى يجب أن نكون أمناء عليها و الحفاظ على ايمانها و تعاليمها، وسط هذا الزمن الذى لا لم يعد يختلف كثيراً عن عصور مضت هبت فيه الاعاصير القوية من الهرطقات.
90

90
■ وعن رؤيتها لصناعة الافلام القبطية قالت:
●● انا لا أدين أحد فمن عشرات السنوات كانت الافلام الفبطية تصور بتقنيات بسيطة، و لم يكن يتوفر لهم ما توصلنا نحن اليه اليوم من تكنولوجيا حديثة، فالافلام التى صورت اواخر القرن الماضى كانت مقبولة بالنسبة لتوقيت انتاجها، و لكن اليوم لا نقبل ان يخرج علينا افلاماً بذات المستوى بالتقنية القديمة فهذا يعد استخفافاً بعقلية المشاهدة و بسيرة القديس نفسه، و على القائمين على صناعة الافلام القبطية الاخذ فى الاعتبار أن سيرة حياة القديس تتضمن حياة روحية عميقة فلا يصح ان تأتى مشاهد العذابات على حساب فضائل القديس صاحب السيرة العطرة .. فكم رأينا فى الافلام من مشاهد عزابات لا يقدر ان يشاهدها طفلاً صغيراً.. وما اكثر الاطفال الذين بكوا فمن منا اولاده لم يبكوا عند مشاهدة هذه اللقطات؟ فعلينا الاهتمام بالجانب الروحى فى سيرة القديس و ان لا يكون فيلماً للعذبات وأريد أن أسجل انه هناك افلام قوية بدأت تظهر على الساحة كفيلم “نسر البرية” عن ابونا فلتؤس السريانى و قد تم تصويره ايضاً بأعلى التقنيات الحديثة و لا”امل” اطلاقاً من تكرار مشاهدته فعرض الشخصية بمصداقية عالية و بصورة مقنعة لقديس معاصر،.. وإشيد به كنموذج للفيلم القبطى كما ينبغى ان يكون.
■ رداً على سؤال حول أهم العناصر لإنجاح العمل قالت:
●●العمل الفنى هو عمل جماعى و كل طرف له دور اساسى فبدونه لا ينجح العمل ، لكن يمكنا القول ان الانتـــاج و كتابة السيناريو همــا بمنزلة العمود الفقرى للعمل الفنى، فالانتاج هو جهة “الصرف ” ، فكلما استخدم المنتج أعلى التقنيات و وفر كل المتطلبات كلما ظهر هذا على الصورة فى النهاية، اما السيناريو تكمن فيه كافة مجالات الابداع و هذا ما ظهر فى فيلم “تاج السريان” فكان السيناريو محور الابداعات فى التصوير و الديكور و المونتاج .. و رسالتى هنا لجميع القائمين فى مجال الافلام القبطية هى اننا فى حاجة الى تقديم واقع عن سير الاباء فعلينا بصورة مقنعة و ليس الابداع فى العمل الدراما القبطيى ان اجتهد فى حياة الاباء فهو ليس فيلم خيال علمى.
■ حول مقدمة الفيلم و مراجعته لاهوتياً و طقسياً قبل عرضه قالت:
●● نيافة الانبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة و سكرتير المجمع المقدس نعتبره حامى الايمان القرن الواحد و عشرين فنجده دائماً واقفاً متمسكاً بالاقوال الكتابية و بالتعاليم الابائية حافظاً على ايمان الكنيسة الواحدة كلما خرجت علينا بدع و افكار ليس لها اساس فى عقيدتنا الارثوذكسية، من هنا كان اختيار نيافته لمراجعة أحدث الفيلم و كان سعيداً جداً ان هناك عملاً عن القديس الانبا ساويرس الانطاكى ،قال نيافته”ان العلاقة التى تربط الكنيسة السريانية بالقبطية علاقة وطيدة على امتداد التاريخ، فالسريان شاركوا فى المجامع المسكونية و رفضوا قرارات المجمع الخلقيدونى مثل الاقباط ،وجمعتهم علاقات قوية و متينة منذ القدم، و كرمت الكنيسة القبطية كثيرين من قديسى الكنيسة السريانية وأوردت اسماءهم فى مجمع القداس الالهى كالقديس ساويرس البطريرك الانطاكى و تذكره الكنيسة قبل قديسين من ابنائها ،وتذكر ايضا مارافرام و ماراسحق” .. و قبل طباعة الفيلم قام بمراجعته لاهوتياً الدكتور جميل فخرى، و طقسية الراهب برتى المقارى.

94
■ حول الاهتمام بالتقنيات الفنية بفيلم “تاج السريان” ليخرج بصورة مختلفة عن الدراما القبطية النمطية قالت:
●● أهتمامنا الكبير بالفيلم من سرد الجانب الايمانى و سيرة اللاهوتى العظيم الانبا ساويرس جعلنا امام عبء أكبر فى الاهتمام بخروج فيلم يحمل صورة مبهرة لها عمق وتأثير و ابداع، فقام بدور البطل – تاج السريان – بكل مهارة و احتراف الفنان ايهاب صبحى واشترك فى التمثيل أربعين فناناً لكل واحد منهم بصمة خاصة و بدونهم ما كان خرج العمل بهذه الصورة العظيمة، لا اريد ان اغفل أحد و لكنى تأثرت بأدوار جملية عزيز، مجدى ادريس، و مدحت مرسى، فعندما يؤدى الاقباط ادوارهم بأبداع ربما يكون طبيعياً ، لكن اخواتنا المسلمين قدموا لنا ابداعاً يستحقون عليه “اوسكار”، واستطاع مديرا التصوير اكرم ممدوح وفادى سمير خلق لقطات و زوايا اضافوا بها تأثيراً و عمقاً لدى المشاهد، ساعد فى هذا حرفية الاخراج فقد بذل المخرج المنفذ ماجد جمال مجهوداً كبيراً فهو الجندى المجهول وراء الكاميرات مع سامح جرجس مساعد المخرج و مساعدو الاخراج مينا كرم، ندى سمير، فادى جورج فجميعهم كان لهم دور كبير بين فريق العمل ككل، و لا يفوتنى الجهد الكبير فى اعمال الديكور و الملابس فكان عليهما عامل كبير فى نجاح الفيلم و اظهاره بهذه الصورة حتى ظن البعض اننا قمنا بالتصوير فى روما ولم يصدق البعض اننا كنا نصور فى كنائسنا و اديرتنا المصرية ويرجع الفضل فى هذا الى المهندس فادى فوكية، و أضاف نادر نبيل للفيلم روعة بالموسيقى التصويرية التى كان لها تأثير قوى على الصورة، و نجح أحمد نبيل مهندس الصوت فى خروج الجانب الصوتى بالفيلم بصورة لا تقل عن الصورة المبهرة، و أيضاً كان على المونتاج جانب كبير من نجاح الفليم حيث جعل اللقطات و المادة المصورة معروضة بصورة بها تسلسل رائع و ادوات النقل المستخدمة بين المشهد و الاخر ظهرت بطريقة احترافية و يرجع الفضل للمونتير روبرت فاروق، و سعدت جداً ان يكون بالفيلم ترنيمة خاصة عن القديس الانبا ساويرس – معلم عظيم و نارى – قام بتأليفها اسحق يونان، و اداء صوتى سارة معروف، و بهاء جمال.. كما قمنا كتابة مديح لهذا اللاهوتى العظيم من تأليف ايرينى صفوت و اداء صوتى ساتر ميخائيل .. حقاً أستطاع فريق العمل الفنى ان يزيدونا تشويقاً فى متابعة احداث الفيلم حتى نهايته بشرح العقائد اللاهوتية بإتقان و ابداع.
■ عن تقديم نسخة من الفيلم الى بطريرك الكنيسة السريانية قالت:
●●مصادفة ان يتواكب فيلم “تاج السريان” بالتزامن مع زيارة غبطة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان الارثوذكس الى مصر و دعانا قداسة البابا تواضروس الثانى أن ننال شرف لقاءه واهداءه نسخة من الفيلم فالقديس ساويرس لدى الكنيسة السريانية بمثابة مارمرقس لدى كنيستنا القبطية الارثوذكسية .. سعد غبطته جداً ان قديساً عظيماً لدى الكنيسة السريانية يكون موضع اهتمام و فخر هكذا لدى الكنيسة القبطية و طلب قداسته أن نتواصل مع مقره حتى يكون هناك عرض خاص للفيلم بلبنان ونحن الان نتواصل لتحديد الموعد.
■ عن الاعمال القادمة قالت:
●● تاج السريان” كان أول تجربة و أشعر أن سيرته مازالت تحتاج منا الكثير، لذا افكر فى عمل جزء ثانى عنه و لكن بشكل وثائقى يضم معجزاته و التى حصلت عليها موثقة و لكن بعد الانتهاء من التصوير، فقلبى منشغل جداً بالاباء الذين قدموا لنا تعاليم كنسية كالقديس يوحنا ذهبى الفم، البابا اثانسيوس الرسولى، و البابا شنودة الثالث، فسير الاباء كثيرة و لكن العمل الدرامى يحتاج لدراسة و اقناع حتى يخرج للنور بصورة تليق بالقديس و مقنعة لعقلية المتلقى. 
■ فى نهاية اللقاء طلبت من الاستاذة نيفين ان تقول لنا أكثر التعليقات التى تأثرت بها ممن شاهدوا فيلم “تاج السريان” فقالت:
●● هناك كثيرين رأوا أنه فيلم سيساهم فى وحدة الكنائس الذى نسعى اليها ككنيسة قبطية مع الكنائس الاخرى و لكن أكثر ما أسعدنى قول أحد الاباء عن الفيلم “جرعة لاهوتية شيقة جداً فى زمن كثر فيه الالحاد
Coptic Cinema Guide دليل السينما القبطية

by : Ramy Moossa

تعليقات